عمل غنائي متميز من إبداع الفنان المقتدر عبد الوفي الكريمي ، موضوعها شخصية غامضة / معلومة من سوء الأقدار لم تنل نصيبها الوفير من الدراسة و التحليل ، عرف في أواخر عمره وهو يتنقل بين أسواق امزورن و النواحي ب “عيد النبي ن السوق” / الحكيمكما يسميه المقربون منه ، ينهل كلامه و خطابه من تجربة حياة مفعمة بالحيوية ، متنقلا بين ربوع الريف الكبير ، ناطقا بأحوال ابناءه و ظروفهم ، عايش أحلك ظروف تاريخ الريف ، عرف عنه تنقله وهو في متوسط عمره كمقاوم يمد جيش التحرير أواسط خمسينيات القرن الماضي بالمؤن و الأسلحة ، وخلال إنتفاضة 1959 اعتقل وعذب بشكل بشع من طرف مليشيات حزب الاستقلال ، نتج عنه معاناة نفسية و جسدية عميقة لازمته الى وفاته.
جرح عميق حمله عبد النبي طوال حياته إعترافا بقيمة الرجل / عبد النبي ن السوق ، و بقالب موسيقي متميز توفق عبد الوفي الكريمي في ان يلهم من واقعنا الأصيل وبكلمات معبرة ثقافيا عن ثنايا غامضة في ثقافتنا /الثقافة المضادة المستوحاة من معيشنا بلا رتوش, وهذا ما توفق في نقله عبد الوفي موسيقيا.
– ريف بريس