اكتشف العلماء طفيل يشبه قنديل البحر يعتبر أول كائن يمكنه أن يعيش بدون أكسجين، ما قد يلقي الضوء على كيفية وجود حياة غريبة على كواكب أخرى.
ويقول الباحثون إن الطفيل الذي يشبه قنديل البحر يمضي حياته ملتصقا بسمك السلمون في شمال المحيط الهادئ في بيئة تحتوي على صفر من الأكسجين، وفقا لصحيفة “ديلي ميل” البريطانية.
ولا يحتوي هذا الكائن الحي الغريب على جينوم الميتوكوندريا، أي النظام الذي يحطم الأكسجين الذي تستخدمه الكائنات متعددة الخلايا لتشغيل خلاياها وتنفسها.
الطفيل الغريب اسمه “Henneguya salminicola”، وهو ليس جديدا، فهو طفيل شائع في سمك السلمون وجزء من نفس عائلة الشعاب المرجانية وقناديل البحر، لكن جينومه هو توصل إليه العلماء مؤخرا.
وحتى الآن لا يعرف الفريق البحثي المسؤول عن البحث بالضبط كيف يعيش بدون أكسجين، ولكنه يشير إلى أنه يمكن أن يعتمد على المواد الكيميائية المنتجة للطاقة من السلمون، الذي يعيش داخل معدته دون أن يضره ويبقى معه طوال دورة حياته، كما يرون أنه ربما تطور هذا الطفيل لهذا الوضع بسبب نقص الأكسجين المتاح داخل الأجناس المضيفة، حيث كان يعتمد تدريجياً على الأكسجين ومن ثم طور القدرة على معالجته.
على الرغم من أن هناك أنواع أخرى أكثر بساطة قادرة على البقاء حية بدون الأكسجين، تعتمد على آليات التمثيل الغذائي اللاهوائي، إلا أن هذا الطفيل هو المثال الأول من الحياة المعقدة.
وقال عالم الكواكب الفلكي آبل منديز، من مرصد أريسيبو في بورتوريكو، إن هذا الاكتشاف مهم للغاية لفهم أشكال الحياة المحتملة في الكون، ولكن على الرغم من أهمية النتائج، فإنها لن تغير من طريقة البحث عن الحياة في النظام الشمسي أو على الكواكب الخارجية في مكان آخر من الكون.
ويعتقد الباحثون أن “H. salminicola” ربما كان لديه حمض نووي للميتوكوندريا في يوم من الأيام، ولكنه تطور من أسلاف قنديل البحر على مدى ملايين السنين، وفقد معظم جينوم قنديل البحر الأصلي لكنه احتفظ ببعض الهياكل المعقدة، بما في ذلك الخلايا اللاذعة التي يستخدمها للتشبث بالسلمون.
ويمكن أن يغير الاكتشاف البحث عن الحياة في عوالم أخرى لأنه يعني أن الحياة يمكن أن تعيش في بيئات أكثر تنوعًا، ويمكن أن يشمل ذلك على المريخ وحتى تحت السطوح الجليدية لأقمار كوكب زحل والمشتري ونيبتون.