تتميز التعاونيات الفلاحية بالحسيمة بدينامية مهمة و متنوعة ، وجودة منتوجاتها التي تتوزع على كل خريطة الاقليم و قد إختار فاعلون في الميدان الفلاحي الالتأم ضمن تعاونيات و تكتلات لضمان التعريف بمنتوجات المنطقة ، و البحث عن إمكانيات الدعم المختلفة و تسويق المنتوج محلياً، جهويا ووطنيا، وإذا كانت فكرة تنظيم معارض لهذه التعاونيات واجهة للتسويق و التعريف بمنتوجاتها ، فإنها لاتكفي للدفع بتطوير عمل و أداء هذه التعاونيات .
على مستوى إقليم الحسيمة، تبقى مواكبة عمل هذه التعاونيات محدوداً ، بل محتشما للغاية، كما أن القطاعات الوصية على الميدان التعاوني، لا تقدم إضافة نوعية لهذا القطاع ما عدا الاستهلاك الإعلامي المحدود و تدبيج التقارير الإنشائية الجوفاء و لا تتوفر على إستراتيجيات لتنمية القطاع التعاوني و تقدم مجهوداته بشكل مناسباتي، مكتب تنمية التعاون مَثَلا دائما ما يطرح إكراهات نقص الإمكانيات المادية و البشرية لإنجاح الأدوار الموكولة اليه، جماعة الحسيمة التي تعتبر شريكاﹰ في التنمية المحلية لم توفر الا فضاءا يتيما الكائن بشارع فلسطين “- بلاصا-” والتي يغلب على أنشطتها التعاونيات الخاصة بالعمل النسوي و فقط ، مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية تخضع لمسطرة قانونية و إجراءات إدارية معقدة يصعب على أغلبية التعاونيات مواكبتها، الأبناك ترفض دعم مبادرات العمل التعاوني ولا تتفاعل معها في إطار برامجها الإشعاعية و منتوجها، أما وزارة الفلاحة التي يعول عليها لتنمية عمل التعاونيات الفلاحية و تأطيره، فعملها لا يتجاوز حدود اللعب على الذقون ، عبر تخصيص فرصتين لتسويق المنتوج الفلاحي متمثلة في معرضين محتشمين في السنة ” جهوي و محلي لا يستوعبان الطموح الذي تبديه هذه التعاونيات، وتأمل في أن تعمل وزارة الفلاحة عبر مندوبياتها و مكاتبها على الاهتمام بالفاعلين في القطاع التعاوني الفلاحي ، عبر تنويع وتوفير فرص التسويق على المستوى الوطني و الدولي طيلة السنة، و تكثيف برامج التكوين و مواكبة عمل هذه التعاونيات في مجالات التسيير و تتجسد المنتوج وتجويده ، و الاستفادة من برامج وزارة الفلاحة التي تتمركز ببعض الجهات و الأقاليم دون أخرى.
لقد برهنت منتوجات التعاونيات الفلاحية بالحسيمة على قيمة غذائية و صحية مهمة ، ويمكن تصنيفها بالرائدة بسعيها و رغبتها في تطوير المنتوجات لضمان التنافسية وخلق فرص الشغل، وضمان دخل قار لعدد كبير من العائلات العاملة في الميدان .
وعلاقة بالمعرض الجهوي للمنتوجات الفلاحية الذي ينظم طيلة هذا الأسبوع بالحسيمة ، أسر أحد المشاركين لموقع” ريف بريس” أن العارضين يلتمسون من الجهات المنظمة لهذه التظاهرة ، إبداء نوع من الاهتمام بهم ودون أي تمييز و لو في الحدود الدنيا كتجويد التغذية و الإقامة، و تخصيص دعم مادي محترم يحفزهم بعد نهاية فعاليات هذا المعرض .