بعدما وجهت الضربة القاضية للقطاع الرياضي بالحسيمة، ها هو القطاع الثقافي يأخذ نفس الوجهة الى الاندحار والضحالة، فبعدما كان قطاع الثقافة قد تمكن من تبوا صدارة اهتمامات شباب و مثقفي الاقليم بشكل متفرد ومتميز من 2005 الى حدود 2018 , نجده في الاربع السنوات الاخيرة يفتقد الى الجدة و المبادرة البناءة ويسقط في نوع من المناسباتية خاصة منها الوطنية و الدولية .
وفي اطار ممارسات التضبيع و التدجين الثقافي، تعتزم مديرية الثقافة بالحسيمة تنظيم مهرجان” سيدة المغرب 2022 ” بتنسيق مع احدى الجمعيات المدنية بالحسيمة ، الى هنا و الامر عادي ، غير أنه من جانب اخر، يعكس فهما قاصرا يتحكم في امور تدبير الشان الثقافي محليا، ففي الوقت الذي تتشعب فيه حقول الثقافة ، مدارسها وتخصصاتها العديدة، ويتجه معظم الفاعلين في هذا الحقل الى تجديد ابداعاته، و تنويعها تابى ادارة مديرية الثقافة بالحسيمة الى تبني و احتضان انشطة فارغة المحتوى ، تتحكم فيها العلاقات الخاصة بدل الانشطة ذات التوجه الملتزم والتي تهذب الذوق و تبين ملكة الابداع الانساني العام .
ولقد بات القائمون على الشأن الثقافي بالحسيمة ملزمين اكثر من اي وقت التشمير على سواعد الجد و التواصل مع كل القائمين على الشان الثقافي لبلورة استراتيجية للنهوض الثقافي بدل الانشطة ذات الافق الاعلامي البت ، أو التي لها طابع سطحي أو يشتم منها أنها انشطة تجارية مدرة للدخل في العلاقة بانشطة منظمة بفضاءات خاصة بالحسيمة تستكمل انشطتها بمقابل مالي، فهل نشهد النهاية المتوقعة للشان الثقافي، أم أن صحوة ضمير المسؤولين على القطاع ستعمل على تجاوز مثل هذه الممارسات التي أخذت تلاوين مختلفة .