حزن كبير عم الحسيمة وكل الوطن صباح هذا اليوم الثلاثاء 6 نوفمبر 2024، بنبأ وفاة و فقدان أحد أبناء الحسيمة البررة ” المرحوم احمد البلعيشي” أحد أعلام العمل السياسي و الحقوقي والنقابي والمدني بالريف و بوطننا عموما بعد وعكة صحية مفاجئة.
وعرف المرحوم منذ ريعان شبابه بتشبعه بالقيم النضالية و الإنسانية الرفيعة والصلبة، كعضو مؤسس لجمعية البعث الثقافي بالحسيمة وقبلها جمعية الانطلاقة الثقافية بالناظور، ومع أواسط الثمانينات أرسى دعائم العمل النقابي بتأسيسه لنقابة التعليم التابعة للكنفدرالية الديموقراطية للشغل، سنة 1987 سيعتقل المرحوم أحمد البلعيشي مع ثلة من رفاقه ضمن ما عرف بمجموعة النادي السينمائي بالحسيمة وحوكم عقبها بثلاث سنوات سجنا، ولم تثن محنة الاعتقال من عزيمة المرحوم فاستمر صامدا مناضلا قويا يترافع عن قضايا الريف والوطن ، ليعتقل على اثرها مرة اخرى سنة 1992 ولمدة ثلاث سنوات أخرى بعد مشاركته في برنامج حواري تلفزي حول الهجرة الغير قانونية بالقناة التلفزية الثانية المغربية، لينعم بعدها بعفو ملكي سامي.
و استمر المرحوم و إلى آخر يوم من حياته “مكافحا ومنخرطا في قضايا الوطن الكبرى” فاعلا ومرجعا سياسيا نقابيات وحقوقيا، متميز بالحكمة و رجاحة العقل ” تجميع اليسار المغربي “، دمقرطة المؤسسات الوطنية المختلفة، مناصرة المظلومين و المقهورين معنويا وماديا، بناء لبنات المجتمع المدني المؤسس ” فدرالية الجمعيات المدنية بشمال المغرب ، شبكة الأمل و الإغاثة خلال زلزال الحسيمة فبراير 2004 .
كما كان حضوره وازنا في الجمعية المغربية لحقوق الانسان و منتدى حقوق الانسان بالمغرب ولجنة إعلان الريف ونادى بالحقيقة و الإنصاف و العدالة الانتقالية و معالجة ملفات الانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان خلال سنوات الرصاص، كما كان دائما وابدا إلى جانب ضحايا هذه الانتهاكات واخرها لجنة الدفاع ودعم معتقلي الحراك الشعبي بالريف.
اشتغاله بقطاع التعليم لسنوات طويلة كمربي فاضل وعلاقاته النضالية وطنيا محليا جهويا ودوليا جعلت من المرحوم رجل التوازنات و الحكمة والاجماع حول شخصه النبيل ونتا بذلك تقدير كل من عرفه من بعيد او قريب ، ونحن ننعي هذا الرجل العظيم تفقد الحسيمة أحد رموزها الكبار يبكيه الكبير و الصغير، صادق العزاء لعائلته الصغيرة و الكبيرة ومعارفه في كل مكان انا لله وانا اليه راجعون.