الجمعة 20 سبتمبر 2024
الرئيسيةأخبارالحسيمة و الحاجة الملحة لمهرجان فني حقيقي

الحسيمة و الحاجة الملحة لمهرجان فني حقيقي

يجمع ساكنة مدينة الحسيمة و زوارها عن خيبتهم و امتعاضهم ، مما بات ينطلق من بهرجة و صراخ فارغ ، تشهده الساحة الكبرى محمد السادس وأطلق عليه تجاوزا مهرجانا فنيا، فمنذ أيام عدة فرضت حالة الاستثناء ليلا بهذه الساحة ، حيث احتلت مساحة واسعة من الساحة، واستعملت مكبرات للصوت تستمر في نشر الضحالة و الرداءة من التاسعة و النصف ليلا الى ساعات متأخرة من الليل ، بدون أي مراعاة لا للذوق العام، ولا الساكنة التي فرض عليها أن تعيش عنوة أجواء الصخب و الفوضى بلا حسيب او رقيب .

وحتى لا يفهم المقال خارج سياقاته، فإن ساكنة الحسيمة و زوارها ، لهم من الوعي و الإدراك ما يجعلهم يميزون بين المهرجانات الفنية التي تحمل هوية معينة وتميزا في الفقرات المقدمة، عكس المشهد العام الذي تمثله منصة السهرات بساحة محمد السادس ، فرق موسيقية هاوية و عادية جدا ، بل الأخطر من ذلك تروج لثقافة التضبيع و الميوعة ، حتى يخال للمتتبع أنه في علبة ليلية بإحدى الحانات وليس بساحة عمومية تقصدها العاءلات ويجب ان تتميز الاعمال المقدمة لهم بحد أدنى من اللياقة .

ويقاطع الفنانون المحليون هذه السهرات منذ سنوات ،لغياب تواصل الجهات المنظمة لهذا المهرجان بالفاعلين المحليين ، حيث تعمد الى استقطاب مجموعات لا صيت لها و بأثمنة زهيدة تجسد موقف الجهة المنظمة من الفن و الفنانين عموما .

فالفن الامازيغي مغيب بشكل فظيع في فقرات هذا المهرجان ، وحتى وأن قدم فانه يقدم بشكل تمييزي لا من حيث قيمة العمل أو من حيث البرمجة، ويطرح العديد من المتتبعين علامات استفهام كبرى حول التسهيلات التي تحصل عليها هذه الشركة مقابل هذه البهرجة الفارغة وسط ساحة عامة بمركز المدينة، وعن الترخيص الذي حصلت عليه فيما يتعلق بإستغلال الملك العام ، هل م عنه أم لا ؟ وهل القانون يسمح بالترخيص لهذه الشركة باستعمال مكبرات الصوت إلى ساعات تتجاوز منتصف الليل بكثير ؟ وماهي المؤهلات الفنية و العلمية للمشرفين عليه ؟ وهل تملك الشركة المشرفة على المهرجان في عرض برنامجه الكامل أم أنه تقوم بما دأبت عليه كل سنة “عمر و كور وأعطي الأعور “؟

كم هي ميزانية هذا المهرجان و من هي الشركة المكلفة بالتعاقد مع الفنانين و الشركة المكلفة بالصوتيات و الحراسة و لحيس الكابا ….وغيرها من السلوكيات التي يعرفها العادي و البادي .

الحسيمة مدينة متوسطية، أمازيغية، تملك تراكما وإشعاعا ثقافيا متميزا وطنيا وعالميا، وأي مبادرة لأي مهرجان فني بها عليه أن يعكس هذه الصورة ، اذا حصلت القناعة فعلا لتسويق صورة الحسيمة ثقافيا و سياحيا، اما المبادرات ذات الطابع الإشهاري البحت فعليها سلك طريق الترويج التجاري بأسلوب قانوني واضح اما الفن و الفنون فله أصحابه و مرجعياته

ريف بريس : جمال الطورو

 

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

الأكثر شهرة