لاشك أن قادم الأيام، سيعرف سجالات سياسية قوية بالمجلس الجماعي للحسيمة، سواء على مستوى النقاش من داخل لجان ودورات المجلس، أو على مستوى التصريحات السياسية المتعلقة بتقييم عمل المجلس.
قطبي المعارضة ببلدية الحسيمة، حزبي العهد الديمقراطي، والعدالة والتنمية، إختارا واجهة الإعلام لتوجيه إنتقادات لمكتب مجلس الجماعة، في قضايا الشأن العام ذات الصلة بالمدينة.
المستشار البرلماني “نبيل الأندلسي” وعضو مجلس بلدية الحسيمة عن فريق حزب العدالة والتنمية، تفاعل مع تغطية صحفية لموقع شمس بوست، عن إستصدار حكم قضائي لفائدة عضو بمكتب المجلس الجماعي للحسيمة، يقضي بأداء الجماعة مبلغ 500 مليون، كتعويض للعضو المذكور، عن شق طريق عمومية بحي “موروبييخو” في أرض في ملك العضو المذكور، و هي القضية التي طالب فيها نبيل الأندلسي بفتح تحقيق فيها، من طرف وزارتي الداخلية والعدل، إذا ما صدقت القصاصة الإخبارية لشمس بوست. وبلهجة شديدة، في سياق تداعيات الفيضانات الأخيرة التي عرفتها مدينة الحسيمة، وضعف بنياتها التحتية، دعا نبيل الأندلسي، إلى فتح تحقيق في صفقات التأهيل الحضري، المتعلقة بالماء الشروب والتطهير، بإعتبار ما شابها من إرتجالية في الإنجاز.
أما “فؤاد بنعلي” عن فريق حزب العهد الديمقراطي ببلدية الحسيمة، فقد ركز إنتقاداته بخصوص مسؤولية مكتب المجلس الجماعي للحسيمة، فيما يتعلق بإحترام الملك العام، البري والبحري. كما طالب ومن موقع المسؤول بمجلس الجماعة، مكتب المجلس بالكشف عن ممتلكات المجلس، خاصة بشاطىء “كيمادو” والمرافق التي تعود للمجلس بهذا المرفق. كما إنتقد ذات العضو، منح بعض الرخص لبعض فضاءات الألعاب بالمدينة، والتي تثبت أنها لا تتوفر على المواصفات التقنية اللازمة، وخطورة تجهيزاتها، وهي نفس الفضاءات التي صدرت فيها قرارات إدارية بالتوقيف الفوري لعلمها، مما وضع قرار وترخيص المجلس، أمام سؤال عريض للرأي العام. و في إطار نفس شق الإنتقادات، يرى “بنعلي” أن هشاشة أشغال التأهيل المتعلقة بالتطهير والماء الشروب، كانت ضمن ملاحظات وإنتقادات المعارضة ببلدية الحسيمة، وكثيرا ما نبهت إلى إرتجالية هذه الأوراش، وتسريع إنجازها، وعدم متابعة إنجاز الأشغال، التي حولت الحسيمة إلى برك مائية، عرت وكشفت هشاشة هذه الأشغال، كما آخذ بنعلي المكتب المسير للمجلس الجماعي للحسيمة، على عدم تنفيذ مقررات المجلس وتفعيلها، خاصة مقرر المجلس في أبريل 2019، القاضي بتوجيه مراسلة لعامل الإقليم لمناقشة ما أنجز، وما سيتحقق من برامج خاصة بالمدينة، في إطار برنامج الحسيمة منارة المتوسط، و هو المقرر الذي لم يتم تفعيله إلى الآن.
أما المكتب المسير لبلدية الحسيمة، فقد نآى بنفسه الرد على هذه الإنتقادات، حيث يبدو الدكتور محمد بودرا رئيس المجلس، متفرغا ومنشغلا، بتمثيل المغرب في نونبر المقبل بجنوب إفريقيا،ضمن أكبر منتدى عالمي للمدن والجماعات المحلية، و إكتفى في صفحته على وسائل التواصل الإجتماعي بمشاركة صور للأشغال وأعمال إصلاح ما خلفته الأمطار الأخيرة، معلقا في تدوينته: “العمل ثم العمل”!
تطورات مهمة، ان على المستوى السياسي لأداء لا المعارضة و لا الأغلبية. فملفات عديدة مطروحة بقوة، يتداولها الرأي العام، خاصة منها المتعلقة بالأملاك الجماعية، ورخص ووثائق التعمير، والنزاعات القضائية للجماعة، والرخص التجارية، والتدبير المفوض للماء والكهرباء، والمواكبة التقنية للأشغال والمشاريع، التي يشرف عليها المجلس، وكذا تمويل ودعم الجمعيات المدنية.
– ريف بريس: متابعة