رغم قضايا ذات ثقل وطني ودولي عديدة، إحتلت إستقالة إلياس العمري صدارة الأخبار، ومن موقع المتتبعين والمهتمين، إختلفت التحليلات و التقديرات لشرح دواعي هذه الإستقالة، تساؤلات وإستفهامات كبرى حول ظروفها وتوقيتها لعل أبرزها:
– رسميا لا وزارة الداخلية، ولا مكتب جهة طنجة تطوان الحسيمة، ولا إلياس العمري شخصيا، لم يأكدوا أو ينفوا هذه الإستقالة، فهل الأمر لا يعدو “فقاعة إعلامية” الهدف منها جس نبض العديدين، ممن يتقاطعون مع إلياس العمري مصالح وتجاذبات سياسية.
– في تأكيد من إلياس العمري لموقع اليوم 24، أن ما يشاع من منعه من السفر ليس إلا إشاعة، والدليل أن إلياس قدم تصريحه للموقع المذكور وهو في مدريد، فمتى كانت الإستقالة، هل قبل السفر إلى مدريد، أو خلال تواجده بها؟ ولماذا لم يتطرق إلياس إلى موضوع الإستقالة – بل فقط ركز على موضوع المنع من السفر؟ وما هي دلالات الإستقالة إن كانت صحيحة ،وتواجد إلياس خارج المغرب؟
– الإستقالة إن ثبتت، تحمل رسائل عديدة، فهي موجهة للدولة العميقة، التي يعتبر إلياس أحد رموزها، والتباينات التي طفت على السطح فيما يتعلق بالتعاطي مع المشاريع الكبرى بالجهة، ثقل ملف حراك الريف، التعامل مع حزب العدالة و التنمية… وهي كذلك رسالة موجهة لحزب البام، عن عدم رضا إلياس على مسارات الحزب الأخيرة، فسياسيا ليس من المسؤولية أن يستمر كرئيس للجهة، بلون حزب سياسي “مشتت تنظيميا” وإختار جل أقطابه الإنحياز للمصالح الذاتية واللوبيات – بدل خدمة برنامج وأهداف الحزب.
– عاهل البلاد وفي خطاب العرش ليوليوز 2019، توقف عند المشهد السياسي والحزبي المغربي، الذي فشل بكل ألوانه في بلورة نموذج وطني للتنمية، فلا اللامركزية، ولا الجهوية الموسعة، أصبحتا ذات جدوى، وإن المرحلة السياسية المقبلة، سيكون فيها الدور الحاسم للجنة الملكية، التي عرضها الملك في خطابه، وفي هذا الصدد سيكون إلياس العمري ضمن مهندسي هذه اللجنة وأحد أعضائها البارزين.
المتتبع لمسار إلياس السياسي الطويل، وإستقالته من الجهة(الغير مؤكدة ) لحدود اللحظة، يرى أن إلياس العمري، يحسب أي خطوة يقدم عليها، قبل أن يعلن عنها، يكون قد حدد مسارات بديلة تخرجه من الظل، ليتحمل مسؤوليات بنفس وروية أخرى.
ريف بريس: متابعة