لا شك أن كثيرا منكم قد إطلع على قصة مشهورة ومضحكة ل “أبونعالة”، رجل غني وبخيل من بغداد، والذي هو أبو القاسم الطنبوري، حيث رفع دعوة قضائية ضد حذائه الرث… حسنا، القصة جميلة ومضحكة، لكنه ليس “بو ثهاركوسث” الذي سنتحدث عنه، يروي التاريخ الشفهي بالريف قصة أسطورية وعريقة لزوجين .
أنهما لم يكونا وحيدين كغالبية العرسان.
رجل وإمرأته، قاما بعقد قارانهما والزواج حديثا غير أنهما أنهما لم يكونا وحيدين كغالبية العرسان، فقد كانت لدى الزوجة إبنة من زوجها السابق، كذلك كان لدى الزوج إبن من زوجته السابقة! وكانا يقطنان بمعية والديهما في بيت الزوجية، مثل أي أخ وأخته، وقد إستمر الحال على ما هو عليه، وبشكل طبيعي أياما عديدة. غير أن الولدين، لم يحسا في تلك الفترة بأي شعور أخوي إتجاه بعضهما البعض .
وبعكس ذلك تماما،حدث ووقعا في حب بعضهما البعض! حيث غمرهما شيء أكبر من حب أخوي معتاد!! وحينما أحس الوالدين بذلك، نفذا أمرا عجيبا وغير إعتيادي،فقد قررا تزويجهما بشكل طبيعي، وتم لهما ذلك. وبعد ذلك أصبح الأبوين وإبنيهما، محط جدل، وسخرية، وإستنكار من طرف جميع الناس، من جيران وأقارب، فالكل أصبح يشتمونهم، ويلعنونهم حينما يمرون أمام بيت العائلة، أو يمر أحد أفرادها بهم، والكل أصبح يردد سرا وعلانية، جملة “اللهم إن هذا منكر، أوماس يوي وتشماس” (اللهم إن هذا لمنكر، أخ تزوج أخته) .
ويقال أن بعد هذه الحادثة، وكل هذا القيل والقال، دخلت الأم في صدمة وأخذت “ثهاركوسث” (نعلا) وبدأت تضرب به على “ثازوبايث” ( بالريفية: تعني مكان يجمع فيه الروث. وتقال أيضا لمكب النفايات)، وتكرر الجملة التي تسمعها عند الناس “اللهم إن هذا منكر أوماس يوي وتشماس”…
فمن هو “بو ثهاركوسث” في الواقع ؟
يوجد بالريف إلى حدود اليوم، وفي عديد المناطق، مجموعة من النساء والرجال، ذوي العاهات المستديمة (إعاقة قي اليد أو الرجل.)، الذين يرثون على حسب الروايات الشعبية “كرامات شافية” حيث يحج إليهم كثير من الناس متسلحين ب”النية” من أجل التداوي والشفاء من أمراض ألمت بهم، يمتلك هؤلاء الناس،خفا صغيرا، يثبت بطرف عصا، فيمرر ذلك الخف أو ثهاركوسث، بضربات خفيفة على أنحاء الجسم، من على الصدر، والظهر والرأس والوجه، مع تلاوة بعد الأذكار والدعاء بالشفاء لله، فمن يرث هذه الكرامات، يشترط عليه أن يكون ممتلكا لعاهة مستديمة، يورثها له شخص كان مثله.
ريف بريس : متابعة