الجمعة 20 سبتمبر 2024
الرئيسيةمجتمع"ثامزا" (thamza) آكلة الأطفال بالريف، وعلاقتها بالميثولوجيا العالمية...

“ثامزا” (thamza) آكلة الأطفال بالريف، وعلاقتها بالميثولوجيا العالمية…

تنتشر في الثقافة الشعبية الريفية، قصص كثيرة حول “ثامزا” (ذامزا/thargu)، الشيطانة أو المتوحشة الملعونة التي تفتك بالأطفال والأجنة الذكور وتأكلهم .
فقد دأب الريفيون منذ قديم الزمان، على إخافة أطفالهم الأشقياء بها، وتحذيرهم بالتوقف عن الأفعال السيئة حتى لا تجيئ إليهم ليلا وتختطفهم.
كما كانوا أيضا ينسجون حولها قصصا كثيرة وروايات طويلة وملحمية، أغنت الموروث الروائي الشفهي الريفي اللامادي. ولعل أشهرها كانت قصص “عمار ميغيس” و “عمار أغيور” ومغامراتهما ضد مكائد “ثامزا”. التي مرة تكون غولة، ومرة مستذئبة تلتهم الخراف، ومرة شيطانة… وهذا حسب المناطق وتعدد الروايات، وإندماج الميثولوجيا الدينية القديمة مع الثقافة اللاحقة للشعب، والأساطير الأخرى، إلى حدود تحولها إلى قصص خيالية في ليالي الشتاء الطويلة .

فما تعريف “ثامزا ” في الثقافة الشعبية 

تعرف “ثامزا” في الثقافة الشعبية المغربية بإسم “التابعة الكحلة” التي تتشارك مع ثامزا في نفس المنحى التطوري القصصي الدلائلي والميثولوجي، غير أن “التابعة” تحضر حتى اليوم كإعتقاد راسخ يؤمن به كثيرون كنوع من الجن أو “الحظ السيء” .تحضر ثامزا أيضا لتكون جزء من الأساطير الإغريقية والهندية والباسكية والتوراتية اليهودية والسومرية .

” ثامزا في الميثولوجية الإغريقية

ففي الميثولوجيا الإغريقية تعرف “ثامزا” بإسم “لاميا” (lamia) وهو إسم مشتق من اللفظة الإغريقية laimos والتي تعني المريء في إشارة إلى وصمتها بكونها قاتلة و مصاصة دماء. كما أنها إبنة “بوسايدن” وملكة ليبيا التي قامت “هيرا” زوجة زيوس بقتل جميع أبنائها مع الإبقاء على إبنتها “سيلا” و ذلك إنتقاما لممراستها الجنس مع زوجها زيوس. وقامت هيرا أيضا بلعنها بعدم النوم – إلا أن زيوس أشفق عليها وأعطاها القدرة على نزع عينيها كلما أرادت، مما جعلها تتحول إلى وحش نصفه أفعى ونصفه إمراة تتسلط على الاطفال والأجنة فتقتلهم.

️ بينما يذكر المؤرخ اليوناني “ديودور الصقلي” بأن “لمياء” كانت ملكة ليبية (شمال إفريقية) أمرت جنودها بقتل الأطفال ، فكانت الأمهات الإغريقيات تخفن بها أطفالهن الاشقياء (تماما مثل الأمهات الريفيات).

وقد سميت عند السومريين بالشيطانة “لاماشتو” و في الأساطير التوراتية عرفت بإسم ” ليليث” أما في الهند فهي تعرف بكونها واحدة من الشيطانات اللواتي يطلق عليهن إسم “ياكشيني” و تعتبر “لمياء” أو “التابعة الكحلة” إلى جانب كيانات أخرى بكونهم المؤسسين لما سيعرف لاحقا بإسم “مصاصي الدماء”…

تجدر الإشارة إلى أن ما يعرف عند علماء الميثولوجيا بعالمية الأسطورة (Universality of myth) قد تفسر بسبب هجرات الشعوب أو التبادلات الثقافية أو الحملات التبشيرية.

– ريف بريس: أمين أوطاح

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

الأكثر شهرة