في إطار أنشطتها الميدانية والتطبيقية المبرمجة في سلك الإجازة المهنية “المقاولة الثقافية والمعرفة الرقمية ” بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بمرتيل ،نظمت يومه الخميس 08 يونيو 2023 على الساعة الواحدة زوالا ،خرجة استكشافية وزيارة ميدانية إلى بعض المآثر التاريخية البارزة بمدينة تطوان من بينها قصر البلدية (مقر البلدية القديم) والمدينة القديمة بالإضافة الى احدى المتاحف الآثرية ،تحت اشرف الأستاذ الجامعي انس اليملاحي المتخصص في التاريخ واستاذ لوحدة “الثقافة الرقمية ” في شعبة الإجازة المهنية المذكورة سلفا بالإضافة إلى أنه المسؤول عن الشؤون الثقافية والتراث بجماعة تطوان ولذلك فقد قدم للطلبة والطالبات شروحات ومعلومات قيمة حول تاريخ تطوان وبالخصوص ما يتعلق بقصر البلدية المميز بهندسته الفريدة واللوحة الجميلة المرسومة على إحدى جدرانها الداخلية بريشة الفنان الاسباني “صالاص” سنة 1955 ،كما اضاف الدكتور انس اليملاحي على كون اللوحة تعبر عن البدايات الأولى من تأسيس وبناء مدينة تطوان حيث تظهر مجموعة من العمال ذوي البشرات والانتماءات المختلفة يقومون باشغال البناء والتشييد للمدينة بطرق تقليدية ،وبعد نهاية الزيارة لقصر بلدية تطوان تمت زيارة إحدى المتاحف الموجودة بالمدينة القديمة .
فيما نظم اللقاء العلمي بالمكتبة الداودية التابعة لمؤسسة محمد داود بتطوان على الساعة الرابعة بعد الزوال حول موضوع “الادوار الريادية التي تمارسها المكتبات الوقفية في الحفاظ على التراث المادي وصون الذاكرة الثقافية – المكتبة الداودية بتطوان أنموذجا” والتي أطرها ثلة من الأساتذة المتخصصين أبرزهم الأستاذ محمد سعيد البقالي أستاذ معالجة المخطوطة بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بمرتيل والذي تفضل بكلمة افتتاحية للندوة ابرز فيها السياق الذي تنظم فيه هذه الندوة العلمية والأهمية العلمية للخزانة الداودية لدى الباحثين والأكاديميين والطلبة والمهتمين، أما الأستاذة المقتدرة / الدكتورة حسناء داود المسؤولة عن الخزانة الداودية فقد خصت مداخلتها حول الخزانة الداودية وتاريخ تأسيها وما تكتنزه من مخطوطات تاريخية هامة وصحف قيمة تعود الى حقب مختلفة من تاريخ المغرب وعلاقاته بالمشرق والغرب وابرزت على كون المكتبة الداودية تشكل استثناءا بمدينة تطوان من خلال تواصلها وانفتاحها على الباحثيين والأكاديميين والطلبة وكل المهتمين بالمخطوطات والتاريخ وأضافت الأستاذة حسناء داود على أن المكتبة الداودية يوجد بها ما يقارب 800 مخطوط ومن بين اقدم المخطوطات التي تتوفر عليها الخزانة جزء من القرآن الكريم (الحزب 49) والذي كتب في غرناطة ابان الحكم الإسلامي في القرن 14 بالإضافة إلى صحف هامة تعودة للفترة الاستعمارية خاصة المرتبطة بمقاومة الاستعمار بمنطقة الريف بزعامة المجاهد محمد بن عبد الكريم الخطابي وفي نهاية مداخلة الأستاذة حسناء داود أعطيت الكلمة للأستاذ الدكتور طه الشتوكي المنسق البيداغوجي لمسلك الإجازة المهنية “المقاولة الثقافية والمعرفة الرقمية” والذي بدوره تحدث عن المخطوط وقيمته كارث تاريخي وثقافي وكمادة علمية وضرورة الحفاظ عليه والاستثمار فيه ،فيما كانت المداخلة الأخيرة للأستاذ والخبير الدكتورمحمد الفهري والذي تحدث عن تجربته الطويلة في مجال المخطوط .
وفي نهاية اشغال الندوة اطلع الطلبة على الأجنحة الثلاث المكونة للخزانة الداودية ومن بينها قسم المخطوطات الذي يحتوي على نماذج مختلفة ،وقسم الصحافة الزاخر بالصحف والمجلات المختلفة التي تعود لأزمنة بعيدة ،كما تم توزيع شواهد الحضور على جميع الطلبة والطالبات .
مراسلة : خليد شاحوت