مجموعة من تلاميذ المؤسسات التعليمية بتطوان يتحلقون حول مكونات تكنولوجية وبلاستيكية، يجذبهم القليل من الفضول والكثير من الشغف، للاطلاع على عالم الروبوتيك والبرمجة. هم أطفال توحديون يكسرون أغلال الإعاقة بكثير من العزيمة.
برنامج “روبوتيزم” الذي أطلقته المديرية الإقليمية للتربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بتطوان، يروم التنقيب بين مواهب الروبوتيك والبرمجة من بين الأطفال التوحديين بالفصول الدراسية بكافة المؤسسات التعليمية، الابتدائية والإعدادية والثانوية، على مستوى الإقليم.
بمدرسة مولاي الحسن الابتدائية، تم الأسبوع الجاري إعطاء الانطلاقة الرسمية للبرنامج، الذي يندرج في إطار تمكين الأطفال ذوي الإعاقة من الاستفادة من كافة البرامج والمشاريع المتاحة للتلاميذ الأسوياء، وعيش حياة مدرسية عادية، تساعدهم على اكتشاف مواهبهم، وصقل ذواتهم، وتنمية مهاراتهم، واندماجهم في المجتمع.
وأشار المدير الإقليمي للتربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، فؤاد الرواضي، أن هذا البرنامج يندرج ضمن سلسلة تظاهرات لفائدة التلاميذ ذوي الاحتياجات الخاصة والتي تروم تنزيل بروتوكول التربية الدامجة على مستوى تطوان.
بإقليم تطوان، هناك حوالي 1415 تلميذا متمدرسا من ذوي الاحتياجات الخاصة، حوالي 70 في المائة من بينهم بالمؤسسات التعليمية الابتدائية، وضع لأجلهم “البروتوكول الخدماتي لفائدة التلميذات والتلاميذ في وضعية إعاقة”، بشكل تشاركي وبإشراف من عمالة إقليم تطوان وبشراكة مع القطاعات الحكومية المعنية، من أجل تعزيز الالتقائية وتوحيد الجهود بين مختلف المتدخلين في ملف التربية الدامجة.
وأوضح المسؤول التربوي أن برنامج “روبوتيزم” خاص بالأطفال التوحديين بكافة المؤسسات التعليمية والمستويات الدراسية على مستوى الإقليم، مشددا على أنه يهدف إلى “اكتشاف واستثمار المواهب لدى هؤلاء الاطفال في مجال البرمجة والروبوتيك، من أجل تيسير إدماجهم في مسارهم الدراسي والمهني على الشكل المطلوب”.
ويأتي برنامج “روبوتيزم” ليفتح نافذة لفائدة الأطفال التوحديين على عالم البرمجة والتكنولوجيا، باعتبارها وسيلة للإبداع وطريقة لتحفيز ملكة التفكير، والتواصل بين أفراد المجموعة، وبالتالي تنمية القدرات التواصلية.
يجري تنفيذ هذا البرنامج بتنسيق مع الفريق التربوي لمادة التكنولوجيا بالإقليم، حيث يحرص أساتذة مادة التكنولوجيا، بكثير من الإبداع والتفاني، على تكييف المناهج لتبسيط تلقين مبادئ البرمجة والروبوتيك لفائدة التلاميذ التوحديين.
واعتبرت حميدة مفتاحي، مفتشة تربوية في مادة علوم المهندس ومكلفة بالتكنولوجيا بالمديرية الإقليمية، أن برنامج “روبوتيزم” يروم اكتشاف وصقل المواهب التكنولوجية لأطفال التوحد على مستوى إقليم تطوان، والتنقيب عن المهتمين بمجال الروبوتيك والبرمجة
.
من المرتقب أن يجوب البرنامج كافة المؤسسات التعليمية بتراب الإقليم، بوسطيه الحضري والقروي، قبل تحديد عناصر مجموعة قد تشكل في المستقبل فريقا متجانسا في البرمجة والروبوتيك.
وأوضحت المتحدثة أن مؤطري مادة التكنولوجيا سيشتغلون بشكل معمق مع التلاميذ التوحديين الراغبين في تعلم مبادئ البرمجة والروبوتيك لإنجاز مشاريع شخصية، في أفق أن يحلوا ضيوف شرف على النسخة الثانية للمعرض الإقليمي للتكنولوجيا والروبوتيك، والتي ستنعقد تزامنا مع اليوم العالمي للتوحد (2 أبريل).
برنامج “روبوتيزم” يندرج في إطار أشمل وأكبر تحدد معالمه أحكام القانون الإطار 17-51 المتعلق بمنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي، خاصة المشروع 4 المتعلق ب “تمكين الأطفال في وضعية إعاقة أو وضعيات خاصة من التمدرس”.
إذ على هامش إطلاق برنامج “روبوتيزم”، تم افتتاح مركز التربية الدامجة الثالث على مستوى المديرية الإقليمية لتطوان، بغاية تقريب خدمات التأهيل والمواكبة لفائدة الاطفال في وضعية إعاقة بكافة أحياء مدينة الحمامة البيضاء.