قبل عيد الفطر بأيام، تشهد شركات تحويل الأموال بالحسيمة حركة دؤوبة تعكسها حجم المعاملات المالية التي تسجلها مقارنة بالأيام العادية، و لوحظت طوابير من المواطنات و المواطنين أمام هذه الشركات تنتظر القيام بمعاملات مالية .
وتسجل الحسيمة إحدى المعدلات الوطنية المرتفعة لتعاملات شركات تحويل الأموال و تعددها بشكل ملفت، و هو واقع عادي اذا ما ربطناه بالركود الإقتصادي لإقليم الحسيمة الذي تغيب فيه كليا فرص الشغل، وضع تفاقم أكثر بعد حراك الريف و ما تلاه من إجراءات سياسية أثرت بشكل واضح و ملموس على فئات مجتمعية عديدة، تعتمد كليا على تضامن أفراد عائلاتها المهجرة إلى أوروبا، كندا و أمريكا، تشكل فيهم فئة الشباب قاعدة عريضة ممن هاجروا وسدت امامهم كل فرص الاندماج داخل وطنهم .
و يتميز الريف وأبنائه بأوروبا بحس تضامني كبير ومميز، فلا تخلو فترات الأعياد و المواسم والمناسبات العائلية الخاصة من إشارات تضامنية وسط كل أفراد العائلات الحسيمية التي لا تدخر جهدا في دعم عائلاتها ماديا ومعنويا، وهي سمة يمكن أن يلاحظها كل زائر للحسيمة خلال الفترات المميزة من حياة سكانها .
حتى أصبح الأمر قاعدة عامة حيث العديد من الخدمات المرتبطة بحياة المواطنين باتت تنجز عن طريق هذه الشركات الخاصة.