كثيرون من يعتبرون أن الحالة الكارثية لطريق الوحدة التي كثر عليها الكلام هذه الأيام راجعة للحالة المناخية والأمطار التي عرفتها المنطقة، إلا أن واقع الحال غير ذلك بل يعزى حال هذه الطريق إلى عوامل عديدة تظافرت لتتراكم سنة بعد أخرى منذ إنشاء هذه الطريق أواخر خمسينيات القرن الماضي كمشروع يربط شمال المغرب بجنوبه عبر الحسيمة وتاونات على مسافة 60 كلم .
ورغم الدلالات الكبرى الوطنية لهذه الطريق الا أن حالها بقي على ما هو عليه اذا استثنينا رتوشات بسيطة و بمناسبات متفرقة إلا أنها لم تكن اشغالا جدية و لا موسعة لاصلاحها و تجديدها .
وهنا يمكن أن نشير إلى الأشغال الأخيرة للإصلاح و التوسعة التي رست على إحدى المقاولات التي لم تنه أشغال الإصلاح و التوسعة وتركت الحبل على الغارب لتتعمق الكوارث عبر طريق الوحدة .
أسئلة عديدة تطرح على أشغال التوسعة الأخيرة و إنسحاب الشركة التي كانت مكلفة بذلك، حيث تركت جوانب الطريق غاصة بالاحجار الناتجة عن الأشغال وتشكل حفر على طولها، مما يشكل خطرا جسيما على مستعملي هذا الطريق، وهنا وجب فتح تحقيق حول توقف هذه الأشغال ومدى إحترام الشركة التي رست عليها صفقة التوسعة و الإصلاح لكناش التحملات .
إن الدلالات والغايات الكبرى الوطنية لطريق الوحدة التي تم إنجازها من طرف الملك محمد الخامس و تحت إشراف ولي العهد آنذاك الحسن الثاني، و برمجة إصلاح وتوسيع هذه الطريق ضمن برنامج الحسيمة منارة المتوسط، يفترض تدخلا عاجلا وجديا للنظر في وضعية هذه الطريق وإعادة تهيئتها أو تجديدها وفق مقاربة تقنية معقولة ترفع الحيف عن سكان هذه المناطق المعزولة جغرافيا حقا ولمن سياسيا واجتماعيا أكثر عزلة وتهميشا .