لم يكن يدور في ذهن الطالبة (ب-ف) الملتحقة بالسنة الأولى بالمدرسة الوطنية للصناعة والتعدين بالرباط أن تلقى ذلك التعامل العنيف من لدن طلبة المعهد، وهي تلتحق لأول مرة للدراسة به، إذ فوجئت بعشرات من الطالبات والطلبة القدامى، وفي إطار ممارستهم لطقس البيزوطاج أن ينهالون على الطالبة (ب-ف)، بوابل من الضرب المبرح والركل في جميع أنحاء الجسم، حيث سارعت الطالبة المعنية للإتصال بأختها الكبرى (ر -ف) الطالبة بالسنة الثانية بنفس المعهد، وحين حضور هذه الأخيرة للإطمئنان على حالة أختها، ووجهت هي الأخرى بعنف أكثر، حيث جرت من شعرها وأسقطت على الأرض، بالإضافة إلى السب والشتم، مما جعل الأخت الصغرى تفقد وعيها، وهي تعيش هذا المنظر الرهيب، و الأدهى من ذلك، أن طالبات و طلبة المدرسة المعتدون نعتوا المعتدى عليهما والمنحدرات من الحسيمة بأنهن من عائلات تجار المخدرات والتهريب، ولا تليق بهن وبأمثالهن هذه المدرسة.
و الغريب في هذه الواقعة أن إدارة المدرسة، عاينت كل مراحل الإعتداء الجسدي والنفسي على الطالبتين دون أن تتدخل بفرض القانون، واتخاذ الإجراءات التأديبية في حق من ثبت فيهم هذا الاعتداء.
تجدر الإشارة أن “البيزوطاج” طقس طلابي معروف بالمعاهد العليا المتخصصة، يقوم فيه الطلبة القدامى بإستقبال الطلبة الجدد، بشكل يجعل الأخيرين يستأنسون أجواء الدراسة والأصدقاء الجدد، وإفتعال المواقف المضحكة، دون أن يتعدى ذلك الإعتداء الجسدي، والنفسي، والعنصري، كما سردناه في موضوع المقال.
ريف بريس: متابعة