إمتدت حقول القنب الهندي الخضراء على طول إمتداد البصر في جبال الريف الأوسط والغربي وفي مناطق متناثرة من الريف الشرقي. وبغير نبتة الكيف “البلدية” التي إعتاد الفلاحون على زراعتها، إنتشرت فصيلة هجينة مستحدثة من نبتة الحشيشة تدعى “كريكيتا”، حيث تم إستبدال “البلدية” بها لمردودها المرتفع جدا بالرغم من خطورتها.
إقتصر إنتاج محاصيل نبتة الكيف “البلدية” على الإستعمالات الشخصية للفلاحين أو الموزعين، أو من أجل “طلبات إستثنائية” ومستهلكين خاصين. فزراعة نبتة القنب الهندي بالريف أمر واقع، بالرغم من منعها بشكل قانوني منذ خمسينات القرن الماضي. وقد أدى إستعمال بذور “الكريكيتا” الهجينة لإستمرار المغرب في تصدر قائمة منتجي الحشيشة في العالم، “رغم تقلص المساحات المزروعة” وفق تقرير للمرصد الفرنسي للمخدرات والإدمان.
وقد كان المغرب مصدرا لربع الكميات المصادرة من هذا المخدر في العالم بين 2013 و2017، وفق تقرير لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة صدر في يونيو الماضي.
تعد “كريكيتا” آخر صيحات البذور الهجينة التي انتشرت في المنطقة بعد أنواع أخرى تجاوزها السوق مثل “باكستانا” و”خردالة”… حيث تنافس هذه البذور حاليا، بذور هجينة أقل إنتشارا مثل “أمنيزيا” و”غوريلا” و”بورش”.
ويوضح الباحث في علم الأناسة خالد مونة أن “كريكيتا (كريكيتال) طورت في مختبر بهولندا، مثل بقية البذور الهجينة التي تخترع في أوروبا وأميركا الشمالية، وتدخل إلى المغرب بواسطة منتجين كبار يوجهون السوق. لقد أصبح تهريب البذور الهجينة جزء من سوق تهريب المخدرات”.
وتظل حشيشة الكيف “البلدية” أرفع قيمة، إذ يصل ثمن الجيدة منها حتى 10000 درهم للكيلوغرام الواحد، مقابل نحو 2500 درهم لحشيشة “كريتيكا”.
إلا أن قنطارا واحدا من الأخيرة ينتج ما بين 5 إلى 10 كيلوغرامات، بينما لا يتعدى محصول “البلدية” كيلوغراما واحدا من كل قنطار، وفق شهادات متطابقة.
وبلغت مساحة الأراضي التي تحتلها هذه الزراعة في سنة 2017 حوالى 47 ألف هكتار، بحسب تقرير مكتب الأمم المتحدة الأخير حول المخدرات.
المصدر: ا ف ب
ريف بريس: متابعة