الإثنين 4 نوفمبر 2024
الرئيسيةأخبارفضاءات الطفولة واللعب و الترفيه؛ تضع برامج التنمية المجالية تحت المجهر...

فضاءات الطفولة واللعب و الترفيه؛ تضع برامج التنمية المجالية تحت المجهر…

الحسيمة بموقعها، و كثافة ساكنتها و حضورها القوي في الإعلام، تفتقر لفضاءات الطفولة و اللعب و الترفيه، رغم كل اللغط و النقاشات اليومية حول مشاريع التنمية المجالية ، برنامج الحسيمة منارة المتوسط و برامج التنمية الجماعية.

الطفولة بالحسيمة غائبة من إهتمامات وأجندات المسؤولين بالإقليم. مدينة الحسيمة نموذج من هذا الإستهتار بمستقبل أجيالنا الصاعدة التي لا تجد إلا الإسفلت و الشوارع كملاذ لها. والحدائق الكائنة بالمدينة رغم قلتها، أصبحت مناطق جرداء قاحلة ، فتحت شهية وجشع لوبيات إحتلال الملك العمومي.
حديقة 3 مارس: “باركي ن تشيتا” تناجي ربها، إهمال فظيع يعيشه هذا الفضاء / ذاكرة أجيال كل الحسيمة، حيث يوجد بها جناح للعب وترفيه الأطفال هو إهانة للأطفال. ساكنة و مسؤولي المدينة و الإقليم ، لم يتبق من هذا الجناح الا قطع حديدية صدئة تشكل خطرا كبيرا على الأطفال.

حديقة ألمونيكار (المنكب) بمدخل المدينة ، والتي توجد على مرمى عين عامل الإقليم ، أصبحت صحراء جدباء، وجناح اللعب فيها في خبر كان. وقد تم تفويت فضاء الحديقة لأحد الخواص حيث أقيمت مقهى بمواصفات “كولومبية”. كذلك الحلبة الطرقية بمينادور والتي انجزت من المال العمومي في 2013 لتحسيس الاطفال بالتربية الطرقية والمرورية تم الاجهاز عليها بشكل غير قانوني، في جنح الظلام، وتحولت بفعل فاعل إلى مخزن لمنشآة بناء لمقاولة محظوظة. الإقامات السكنية المحدثة بالمدينة، والتي تقدم في تصاميمها فضاءات للطفولة، و لا واحدة منها أنجزت فضاء لذلك، بل يتم تحويل مساحات هذه الفضاءات لانجاز مساكن إضافية، تحت شعار مزيدا من الإسمنت.
يضاف كل هذا الى تصاميم التهيئة التي لا تحترم فضاءات الاطفال و اللعب و الترفيه و المناطق الخضراء، التي تفتح شهية لوبيات العقار أعداء البيئة و الإنسان. حتى أصبحت مدينة الحسيمة كتلة إسمنت مسلح، لا مستقبل لأجيالها الصاعدة غير الحلم و التأمل فيما عبث به الكبار. و الأخطر في الامر انه بغياب فضاءات لهذه الفئات العمرية المهمة، هناك توجه لخصخصة هذا الحق الطبيعي للطفل باقامة مشاريع خاصة للعب و الترفيه تكرس التمييز و الحظوة لفئة خاصة من الاطفال دون آخرين منهم.

إن فضاءات لعب الأطفال على إعتبار أهميتها تسأل وتضع تحت المجهر حقيقة البرامج التنموية المنجزة بالإقليم، ومدى أهميتها؟ و مدى إستهدافها لكل الساكنة ؟ و هل من أولويات لهذا الإطار؟…

 

– ريف بريس.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

الأكثر شهرة