الحسيمة المدينة الجميلةالمناضلة والصامدة أمام الزلازل الأرضية، السياسية والاجتماعية، أصبحت في مرمى أصحاب سياسة تسجيل المواقف وسياسة تحقيق مكاسب الذاتية على حساب قضايا المواطنين وسياسة المزايدة.. والتخوين.. وادعاء النضال الزائف …..
ألم يحن الوقت بعد للكف عن “الزندقة السياسية” المعروفة بالازدواجية في السلوك، وفي التفكير، وفي التعامل، والانتقال إلى مرحلة العمل النقي والشريف، وبعيداً عن سياسات العمل بمكيالين، مكيال فتح الأبواب والنوافذ للمفسدين والمستغلين ومن يقف وراءهم،ومكيال افتعال المواقف النضالية الزائفة للغرور بالشباب الضائع والذين هرموا بسببهم.
كفى استغلالاً، واستغفالاً، لابناء الحسيمة،كفى من التعمير طويلا في الكراسي السياسية، الجمعوية، النقابية،فمن النادر جدّا أن نرى مسؤول سياسي او نقابي او جمعوي استقال أو اعتزل من مهامه، إلى درجة القول بإنَّ الوحيد الذي يستطيع فصْله من مقعده هو مَلك الموت عزرائيل.
ألم يحن الوقت بعد لنعطي الفرصة للشباب ذات النوايا الحسنة المتشبعة بقيم الصدق والأمان والنضال من أجل العيش الكريم للجميع وليس للذين سيكملون أفكار الشيوخ بحثاً عن امتيازات خاصة وشخصية (كأبنائهم واحفادهم).
الا يمكننا أن نكون شرفاء وصادقين في التخاطب مع المواطن.. بدل أن نضحك عليه.. وندغدغ مشاعره.. وأيدينا في أيدي الفاسدين.. وقنوات الاتصال بيننا وبينهم لا تتوقف لحظة..
ألستم أنتم المسؤولون بخططكم الجهنمية عن التفكير السلبي عند المواطن والتذمر، والرؤية من الزاوية الضيقة، والغياب التام لتفاؤل، سواء على المدى المتوسط والبعيد، وحتى في اللحظة التي يعيشها حتى تدفعونه الى الهجرة والتضحية بحياته.
ألستم أنتم الذين تستغلون وتستفذون بطرق ملتوية من خيرات المدينة ومن بعد تذهبون للاستقرار والاستثمار في طنجة، تطوان وتجعلون أبناء الحسيمة يتبعونكم للعمل في معاملكم بما يسبب من افراغ الحسيمة من شبابها. ومن بعد تهتفون “عاش الريف ولا عاش من خانه”…الريف سيبقى الى الابد حيا صامدا ولكن الذين ستزولون .
إن هذه المدينة الجميلة المضطهدة في حاجة للشباب الذي عرف كل أنواع الحرمان والسجون وظل يناضل ويكافح من أجل إيصال صوت من لا صوت له. وليس الى المعمرين في كراسي المسؤولية وناهبوا خيراتها كأنهم وحدهم ذوو الخبرة والنجاعة والكفاءة وكان الحسيمة اصبحت عقيمة لا تلد أطرا ولا نخب قادرة على حمل المشعل والتقدم إلى الأمام غيرهم!
سفيان بلحاج