وصلت شكايات معاناة العديد من التلاميذ بمناطق قروية بالحسيمة، مع انتشار ظاهرة الهدر المدرسي، وبُعد المسافة بين المؤسسات التعليمية ومقر السكن وغياب الداخليات، قبل أيام قليلة، المؤسسة التشريعية بالرباط، حيث تمت مساءلة شكيب بنموسى، وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، من قبل برلماني عن حزب الاستقلال، حول استمرار معاناة تلاميذ يقطنون بالعالم القروي مع بُعد المسافة التي تفصل مقر سكنهم بالمؤسسات التعليمية، ما يعرقل الاستمرار في التحصيل الدراسي، ويتعارض والحق الدستوري في التعليم وفق الجودة المطلوبة.
وتمت مساءلة بنموسى عن معاناة سكان جماعة تاغزوت بإقليم الحسيمة، مع النقص المسجل في عدد المؤسسات التعليمية، ونقص الأطر التربوية والإدارية، وهو الشيء الذي يقف عائقا أمام احتواء العدد المتزايد من التلاميذ المنحدرين من الجماعة وغيرها من الجماعات والدواوير المجاورة لها.
وحسب مصادر مطلعة فإن بُعد المؤسسات التعليمية عن مقر سكن التلاميذ بالقرى، يشكل عائقا حقيقيا أمام استكمال المشوار التعليمي، ويتسبب بشكل مباشر في انقطاع العديد من التلاميذ عن الدراسة أو الانتقال لمؤسسات أخرى خارج تراب الجماعة التي يقطنونها، ما يضاعف معاناة الأسر مع مصاريف إضافية في ظل ظروف اجتماعية قاهرة، فضلا عن صعوبة التنقل في ظل غياب النقل المدرسي والداخليات.
واستنادا إلى المصادر نفسها فإن جماعة تغازوت، أصبحت في حاجة ملحة لبرمجة إحداث ثانوية تأهيلية وقسم داخلي في أقرب الآجال الممكنة، وذلك لتحقيق هدف الحد نسبيا من ظاهرة الهدر المدرسي، والتخفيف من الاكتظاظ وإنهاء معاناة أولياء التلاميذ، مع المصاريف المرهقة لمداخيلهم البسيطة، التي تعتمد في الغالب على الموسمية والأنشطة الاقتصادية البسيطة.
وتعاني العديد من المؤسسات التعليمية بجهة طنجة – تطوان – الحسيمة من مشاكل الاكتظاظ وإكراهات النقل المدرسي، فضلا عن بُعد المدارس عن سكن التلاميذ بالمناطق القروية، وهو الشيء الذي استنفر المديريات الإقليمية المعنية لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة قصد إضافة بنايات جديدة داخل المؤسسات التعليمية، فضلا عن التنسيق مع المؤسسات المعنية لتشييد مدارس جديدة وتعزيز البنيات التحتية، لتجويد خدمات التعليم، وحل مشاكل قلة الداخليات التي تستقبل تلاميذ المناطق القروية.