تشهد الساحة الكبرى بالحسيمة صيف كل سنة، سهرات غناء موسيقية، تحت يافطة تشجيع السياحة، و تسويق صورة الحسيمة كوجهة سياحية داخلية و خارجية رائدة .
ويرى متتبعون عديدون أن هذه المهرجانات و بالشكل الذي دأب على تنظيمها كل سنة، تسيء الى الحسيمة وساكنتها و الثقافة الوطنية عموما لاعتبارات عديدة لعل ابرزها أن هذه المهرجانات لا هوية لها تميزها عن ما هو سائد فنيا و ثقافيا ، تشييء الانسان و التغني بتيمات منحطة، و تقديم فرق موسيقية مغمورة ، أغلبها تنشط بالكبريهات و العلب الليلية ، حتى يخيل لمتابعي هذه السهرات أنه في سهرة بأحد الحانات وليس في ساحة عمومية، يراعى فيها الذوق الفني و التهذيب النفسي، و الأخلاق العامة .
ويغيب الفن المحلي و فاعليه عن هذه السهرات بحكم أن القيمين عليها يفضلون إستقطاب الفرق من خارج الإقليم مع ما يستتبع ذلك من علاقات الزبونية و المحسوبية، و التلاعب بعقود الفنانين بشكل يحيل إلى فساد فني ظل متوارثا لسنوات عديدة .
وتقاطع أغلبية الفعاليات الفنية الجادة هذه المهرجانات التي يغلب عليها الطابع التجاري البحت، لشركات تستغل الملك العام ،و إمكانيات الجماعة و الدولة، دون أن تؤدي أية واجبات جبائية، و تستغل علاقاتها الأخطبوطية لجني أرباح طائلة من سوق الإشهار و الدعاية لمنتوجاتها و كثيرا ما أشتكت الساكنة القريبة من فضاء سهرات “زيد زردك” من الضوضاء و الصخب المنبعث من إستعمال مكبرات الصوت القوية التي تستمر الى ساعات متأخرة من الليل ، و هذا شكل من أشكال التلوث حسب مقاييس لمنظمات بيئية عالمية التي تعتبر الضوضاء و الصخب مظاهر من مظاهر تلويث البيئة .
ولقد أن الأوان لوقف العبث و الاستهزاء من ساكنة الحسيمة و زوارها عبر مثل هذه المهازل التي تعتبر نفسها ظلما و عدوانا مهرجانات ، ورفع مسؤولي المدينة يدهم عن احتضان و دعم أنشطة يطرح على تنظيمها الف علامة استفهام ، في الوقت التي تلقى فيها المبادرات الفنية و الثقافية الجادة الإهمال الواضح ، إن ملايين الدراهم التي تتم بها دعم هذه المهرجانات المشبوهة الفارغة الأهداف و المحتوى من الاولى أو من الواجب ان توجه للقطاعات الاجتماعية ذات الأولوية، بدل أن توجه لجيوب بعض الانتهازيين الذين يظهرون صيف كل سنة ، والذين اضحوا حديث العامة دون ان يستحيوا .
ريف بريس : متابعة