تعود أصوله من جهة والده إلى قبيلة آيث توزين؛ فقد نفي جده “القائد علال” من القبيلة إلى إيبقوين، بسبب تورطه في قتل بعض الأفراد، في فترة ما يعرف محليا ب “ريفوبليك” ما قبل الإجتياح الأوروبي .
و إستقر بإزمورن وإشتغل فيها فلاحا، ثم تزوج وإزداد عنده ولدين هما: “حدو” و”عمار” والد سيبيرا، وبعض البنات لا يعرف عددهن تماما.
سيبيريا
حينما إشتد عوده أخذه قرصان يدعى “شابوت” إلى ثيغانيمين، ودربه على الإشتغال في تجارة السلاح. فتاجر به مع كل من جزيرة النكور المحتلة والمدن الساحلية لإسبانيا.
أثناء مزاولته لتجارة السلاح مع الإسبان؛ إرتبط بعلاقة وطيدة معهم، لدرجة أنهم إستشاروه حول طرق حاسمة لغزو خليج الحسيمة. (ويرجع إليه كثير من ساكنة الحسيمة الأصليين، على أن له اليد العليا في إجتياح مدينتهم من طرف الإسبان).
إدعى مساندته لثورة الشريف محمد أمزيان سنة 1910 بالناظور. لكنه غير موقفه ما إن إستشهد هذا الأخير للمحافظة على نفوذه وثروته.
بعد توحيد الريف إلى جانب الخطابي، شغل سيبيرا منصب رئيس سلاح المدفعية، ثم مفتش البحرية الريفية، بعد طرد الإسبان وتأسيس جمهورية الريف في سبتمبر سنة 1921 مباشرة بعد ملحمة أنوال في شهر يوليوز من نفس السنة.
كان ” سيبيرا ” يتقن ويجيد اللغة الإسبانية، وترجم لأعيان الريف لقاءات بالجانب الإسباني، كان أبرزها هي أثناء زيارة لسيلفستري وبرينغر سنة 1921 يجزيرة النكور، من أجل التفاوض على إستعادة باخرة “كونشا” الغارقة بشاطئ بومهدي، مقابل دفع فدية مالية لصالح أفراد عشيرته بإزمورن، وعلى رأسهم القرصان “أنكيطا الزموري” أغنى وأقوى رجل في العشيرة بفضل تجارته للسلاح مع سواحل إسبانيا والبرتغال…
بعد فترة قصيرة سنة 1923 تم قتل سيبيرا بثيغانيمين أمام منزله على يد “الروبيو” . فقد إنتقم منه هذا الأخير بسبب عداء قائم بينهما دفاعا عن شرفه..
فسيبيرا سجن إبنا للروبيو بمعتقل سيدي عابد، بسبب خصام بينهما. وقد كان أيضا كثير التردد على محيط منزل الروبيو وإستفزاز عائلته، ومنها زوجته وأبناؤه – كذلك كان يفعل مع بقية ساكنة ثيغانيمين، التي كرهته كرها شديدا بسبب تسلطه عليهم.
فما أفاض كأس الغل وجعل الروبيو يقدم على فعلته، هو أن سيبيرا وعده مرة بإطلاق سراح إبنه، إن ذهب معه إلى معتقل سيدي عابد – لكنهما حينما وصلا إلى هنالك، إكتشف الروبيو أن سيبيرا كان يستدرجه لمشاهدة جلد إبنه الذي أمر به حينا.
الروبيو بدوره حينما هم بإطلاق النار على سيبيرا، إنتظر حتى رأى إبنته “هامة” تطل عليهم من محيط المنزل، ليذيقها نفس الألم الذي أذاقه والدها إياه، حينما عذب إبنه.
بعد الواقعة سلم الروبيو نفسه لحكومة الخطابي بأجدير، لينفذ في حقه قصاص القتل ويعدم…
المصادر:
– كتاب التاريخ السري لحرب الريف (المغرب.. الحلم المزعج)، لخوان باندو.
– شهادات شفوية متوارثة
خاص : ريف بريس