الحسيمة التي تعتبر وجهة سياحية مهمة تستقطب الآلاف من الزوار من داخل وخارج الوطن من مغاربة العالم و الأجانب، إلا أن ما يربك هذه الحركية التدبير السيء للفضاء العام، وغياب منتوج سياحي بديل عن البحر والشمس.
ومن نماذج الفوضى الخلاقة الذي تعيشه الحسيمة خلال هذه الفترة من السنة، تثبيت منصة بوسط ساحة محمد السادس في احتلال واضح و غير قانوني للملك العام ، هذه المنصة التي تستغلها و منذ سنوات إحدى الشركات الرائدة في مجال الاتصالات تحت يافطة ” مهرجان موسيقي للشواطىء” ، هذا المهرجان الذي لا يحمل من برنامجه إلا الإسم ، يجمع كل المتتبعين على رداءته، و يساهم في تلويث البيئة عبر الضوضاء و استعمال قوي للأجهزة الصوتية إلى ساعات متاخرة من الليل، واذا كانت المهرجانات الوطنية تستوحي تيمة معينة لبرنامجها الفني، فإن مهرجان الشواطىء بالحسيمة يحول بفقراته فضاء أكبر ساحة بالحسيمة إلى ما يشبه علبة ليلية بعدما فسح المجال في برنامجه لمشاركات موسيقية صنفها بعض المتتبعين في باب النهيق و النعيق و لا علاقة لادائها بالفن و الموسيقى عموما كرسالة علمية وإنسانية تعكس الحضارة و التاريخ و الثقافة الوطنية العالمية عبر الفن الرفيع الذي يرقى الى تهذيب النفس و الاخلاق والقيم السامية للمجتمع، هذا المسخ الفني الذي ابتليت به ساكنة الحسيمة وزوارها يتكرر كل صيف بنفس الوجوه و الفرق و نفس المضامين الفنية الوضيعة من أغاني الكاباريهات و الحانات.
و تقاطع الفعاليات الفنية الجادة هذا المهرجان باعتباره يسيء لوضعية الفنان من خلال شبهات إشراف أشخاص وجهات لا علاقة لها بالوسط الفني و استغلال بعض ضعفاء النفوس للقبول بتوقيع عقود للمشاركة بأثمنة بخسة لمقابل ملابير الدراهم التي تجنيها الشركة و الجهة المنظمة لهذا المهرجان.
و يرى متتبعون على أنه حان الأوان لتوقيف هذه المهزلة، و التشمير عن ساعد الجد و اقتراح بدائل واقعية و مستدامة للرقي بوضعية السياحة بالحسيمة و تبقى أولى الخطوات تحديد الجهة المسؤولة عن الترخيص بهذه المهزلة الموسيقية، و تحرير ساحة محمد السادس من هذا الاستغلال الغير القانوني للفضاء العام، و فرض نموذج فني موسيقي كل ليلة يجمع الجميع على اسائته للحسيمة و السياحة عموما.
و في موضوع ذي صلة تطرح تساؤلات كبرى لدى الرأي العام بخصوص الترخيص القانوني لهذه الشركة بتنظيم هذا المهرجان بساحة محمد السادس، على أساس أنه مهرجان إعلاني لمنتوج لشركة خاصة وما أن كانت هذه الشركة تؤدي واجبات استغلال الملك العام من عدمها لبلدية الحسيمة، أم أن سطوة هذه الشركة تتجاوز القانون، بحيث يلزم المواطن البسيط بأداء تكاليف الاستغلال المؤقت للملك العام واليافطات الاشهارية بينما يتم التغاضي أو محاباة شركات بعينها تصنف فوق القانون و المحاسبة.
و في إطار الوضوح و التواضح لماذا لا تعلن الشركة المنظمة لمهرجان الشواطىء عن القيمة المالية الاجمالية للمهرجان ومبالغ عقود الفنانين.