الخميس 18 أبريل 2024
الرئيسيةمنوعاتبعد أفول نجوم الريف من الدولة العميقة ، ما مصير نخبته ؟

بعد أفول نجوم الريف من الدولة العميقة ، ما مصير نخبته ؟

منذ حراك الريف 2016-2017 تداعت أسماء وازنة من نجوم الريف بالدولة العميقة وعلى رأسهم عرابها الياس العمري ، وإذا كان الفضل يعود لهذا الاخير في اقتراح أسماء وازنة بدار المخزن، فانه بالمقابل كان سببا في أفول نجمهم في المناصب التي تولوا شؤونها، بين الداخلية، الفلاحة ، البرلمان بغرفتيه ، المجلس السمعي البصري و كتابة الدولة في شؤون الجالية ، تم تعيين أسماء مقربة جدا من الياس العمري، لكن جل تلك الشخصيات فضلت البروتوكول، البريستيج ولبن السلطة الطازج، بدل العمل من مواقعها في رد بعض الجميل ، لمن كان له فضل تلك التعيينات، أو للمنطقة التي ينحدرون منها على العموم ، بل أن منهم من تورط في ملفات فساد عديدة ، سرعان ما عجل بتوقيفهم وان بشكل محتشم او بشكل مستفز أحيانا اخرى خاصة مع تولي حزب العدالة و التنمية زمام السلطة التنفيذية منذ 2012، و الذي عمل بذكاء في لجم او تحييد تركة الياس و البام من تدبير أو تقلد بعض المناصب العليا.

ومعلوم أنه منذ تاسيس جمعية الريف للتضامن و التنمية سنة 2005 بالرباط ، ومجموعة من الأطر الريفية وجدت ضالتها في هذه الجمعية للتقرب من الياس العمري لتحقيق طموحات شرعية أو غير شرعية، وتم تصنيف الجمعية بلوبي للريفيين، الا أن الأصل أصبح لوبيا للمصالح الخاصة، ومراكمة الثروة بكل الوسائل تكريس منطق القبلية المتخلف، و الولاء الأعمى لأهل النعمة ، مما خلف نخبة ريفية لا تملك جرأة القرار او السؤال او المسؤولية، حتى أصبحت القضايا المتعلقة بالريف تدبر داخل مجموعة صغيرة وهي الامرة و الناهية في كل ما يتعلق به .

وبحكم ولع هذه النخبة بالمال والجاه، أصبح هولاء رهائن لدى اجهزة الدولة العميقة، وأصبحوا الى اليوم لا يمكن لهم المبادرة او الحديث من خارج منطق التعليمات والانضباط للإملاءات.

النخبة الريفية كانت وهما تم تسويقه لتصريف خطابات جبر الضرر و الإنصاف و المصالحة …ليجد نهايته المحتومة مع حراك الريف، والاقتتال الغير الأخلاقي من أجل الدوائر الانتخابية، وتوزيع الكعكة الحزبية، والتزلف لدمى السلطة التي تروج في كل فترة لخطابات معينة ومغلفة توفقها مع ضرورات المرحلة السياسية” حب الريف ، الحسيمة ، والمغرب المتعدد المتضامن …كلها شعارات زائفة رفعها متملقو السياسة بعيدا عن أي تحليل ملموس للواقع، فقط كانت الخطابات تستهد ف تأييد منطق ” الهدف هو كل شيء والوسيلة لا تهم” .

إن ما يجتره الريف من انتكاسات ما هو الا تكريس لهذه الأوهام من طرف هذه النخبة التي برز إفلاسها الواضح في الساحة ، ولكن رغم ذلك هي متشبثة بمواقعها ، وهي بذلك تعلن ولائها للمصالح الذاتية و المصادقة على القرارات اللاشعبية و التدليج و الدعاية لها عبر محطات مواقع سياسية معلومة ومعدة سلفا. فهل ستعود حليمة لسابق عهدها عروسة منمقة باخر تقليعات الزينة والموضة، بعدما غزا الشيب و الشمط وجهها البشع .

ريف بريس : جمال الطورو

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

الأكثر شهرة